تواصل معنا - احصل على التكلفة والإستشارة بالواتس اب

Doctor live | فيروس كورونا.. أزمات نفسية واجتماعية طاحنة في أمريكا

أكدت العديد من التقارير الطبية الحديثة على معاناة الكثير من الأمريكيين من مستويات عالية من الاضطراب النفسي بسب

التغذية السليمة,المشاكل النفسية,الاكتئاب,القلق,الخوف,الانتحار,الوحدة,الصداع,الاضطرابات النفسية,العلاج النفسي,الوجبات السريعة,المرض,التواصل الاجتماعي,العزلة الاجتماعية,الأطفال,الصحة العامة,الرعاية الصحية,أعراض فيروس كورونا,الأمراض النفسية

فيروس كورونا.. أزمات نفسية واجتماعية طاحنة في أمريكا

فيروس كورونا.. أزمات نفسية واجتماعية طاحنة في أمريكا

فيروس كورونا
فيروس كورونا

أكدت العديد من التقارير الطبية الحديثة على معاناة الكثير من الأمريكيين من مستويات عالية من الاضطراب النفسي بسبب انتشار فيروس كورونا، وهو ما حذر منه الكثير من الخبراء مشددين على أن هذه الاضطرابات تهدد الصحة العقلية للمواطنين.



 

وأشار الدكتور جوناثان بورتيوس الخبير النفسي ورئيس مركز الأمراض النفسية والانتحار بسكرامنتو بولاية كاليفورنيا أن المجتمع الأمريكي يعانى حالياً من حالة من الصدمة الجماعية المبكرة -والتي كان من المفترض أن تظهر بعد انتهاء المرض-، وهو ما يؤكد ضرورة التعامل السريع مع التداعيات النفسية الناتجة عنها.

 

ومن جانبه توقع كاريستان كوينن أستاذ الأمراض النفسية بجامعة هارفارد حدوث أزمة نفسية لدى الكثير من المواطنين في جميع دول العالم بسبب تاثيرات تفشي فيروس كورونا وعدم وجود علاج أو وقت محدد لانتهاء انتشاره، مؤكداً على أهمية الدعم الاجتماعي لمساعدة الأشخاص في التغلب على آثاره السلبية.

 

ووفقاً للاستطلاع الذي أجرته مؤسسة "كايزر" فإن أكثر من نصف الأمريكان أو ما يعادل 54% منهم يعانون من حالة من الاجهاد والقلق الشديد بسبب تفشي فيروس كورونا وهو ما أدي إلى العديد من المشاكل الأخرى مثل اضطرابات في الأكل والنوم وكثرة معدلات شرب الخمور والكحوليات بالإضافة إلى زيادة نوبات الصداع المتكرر وآلام المعدة وسوء الحالة المزاجية.

 

وفي السياق ذاته أشار الاستطلاع إلى تأثر حوالي 64% من العاملين في مجال الرعاية الصحية وخاصة خط الدفاع الأول منهم ضد الفيروس حيث إنهم الفئة الأكثر إصابة بالمشكلات الصحية النفسية الناجمة من انتشار كورونا.

 

بينما أوضح تقرير آخر أن فيروس كورونا سيكون السبب في وفاة أكثر من 75 ألف شخص بسبب كثرة المخاوف منه بالإضافة إلى تأثيراته الاجتماعية السلبية الخطيرة والتي أدت إلى فقدان حوالي 65% من المواطنين لمصدر دخلهم وزيادة معدلات البطالة وسوء استخدام الكحول والمخدرات وزيادة الرغبة في الانتحار.

 

شاهد قناة Doctor Live على اليوتيوب  

أول المستجبين للصحة النفسية

 

يؤكد بعض المستشارون المسئولون عن الخط الساخن للاكتئاب والاضطرابات النفسية -استشارات نفسية عبر الهاتف- أن أغلب المتصلين يتحدثون عن مخاوفهم من فقدان وظائفهم أو علاقاتهم الاجتماعية والعاطفية وكذلك الوحدة التي يشعرون بها بسبب حالة الحظر والعزلة المفروضة.

 

وفي السياق ذاته أكد بورتيوس الرئيس التنفيذي لمؤسسة "ويل سبيس الطبية" على زيادة نسبة الاتصالات الهاتفية الواردة لخط سكرامنتو للأزمات بنسبة 40% من بداية شهر فبراير إلى نهاية مارس، بينما زادات نسبة اتصالات شهر أبريل بنسبة 58% وذلك بالمقارنة مع نسبة احصائيات العام الماضي.

 

وقالت لورين أوكس اخصائي العلاج النفسي وأحد الاستشارين بمركز "سانت لويس" لعلاج الأزمات النفسية أنها تتلقى عدد كبير من المكالمات التي يتراوح عددها ما بين 25-35 مكالمة  خلال 8 ساعات هي مدة دوام عملها وأغلبها فيما يتعلق بالمخاوف من فيروس كورونا أو بسبب أحد تأثيراته النفسية.

 

وبالمثل مع خط مركز سان ديجو  فقد زادت نسبة المكالمات الورادة إليه بشكل كبير، وذلك وفقاً لما قالته هيدز استون مديرة المركز، والتي أكدت على زيادة عدد المكالمات الواردة من أشخاص يعانون من القلق الشديد بسبب إصاباتهم بأعراض تشبه أعراض فيروس كورونا المستجد والذين يتسألون عن أفضل طرق التعامل مع هذه الأعراض وأماكن إجراء اختيار الفحص.

 

ومن بين الحالات التي ذكرتها استون حالة لسيدة كانت تطلب نصيحة للتعامل مع شقيقة لها تعاني من حالة نفسية سيئة بسبب إصاباتها بأعراض كورونا ما دفعها للاضراب عن الطعام والشراب استعداداً للموت.

 

الآثار طويلة المدى

 

وحذر الدكتور ساندرو جاليا  أستاذ الأمراض النفسية بكلية الصحة العامة بجامعة بوسطن في مقال رأي منشور له بمجلة الجمعية الطبية الأمريكية من زيادة تفشي بعض الاضطرابات النفسية نتيجة انتشار فيروس كورونا.

 

وأكد جاليا أن الاضطرابات النفسية المتفشية بسبب كورونا هي نفسها التي ظهرت بسبب الكوارث الأخرى المؤلمة كحادث مركز التجارة العالمي وإطلاق النار الجامعي أو بسبب الأعاصير وغيرها من الظروف البيئة السيئة ويظهر أغلب هذه الاضطرابات في صورة زيادة مستويات الإحباط والاكتئاب وتعاطي المخدرات والعنف المنزلي واساءة معاملة الأطفال بالإضافة إلى العديد من الاضطرابات العقلية والسلوكية الأخرى، مشيراً أن مرض كورونا المستجد سيؤدي إلى حدوث طفرة هائلة –زيادة كبيرة- في معدل الإصابة بالأمراض النفسية والعقلية، ممثلاً على ذلك بما يلي:

 

  • 5% من الأشخاص المتضررين من إعطار آيك في عام 2007 عانوا من مستويات عالية من الاكتئاب في الشهر التالي للإعصار.
  • ظهرت أعراض الاكتئاب لدي 1 على الأقل من كل 10 أشخاص بالغين بمدينة نيويورك عقب هجمات 11 سبتمبر، وهو ما دفع 25% منهم إلى الإفراط في تناول الكحوليات.
  • ظهرت أعراض القلق والاكتئاب لدى نسبة كبيرة من الأشخاص القاطنين في مدن المحليات المتضررة من تسرب النفط في مياه الشرب.
  • أدى انتشار مرض السارس أيضاً إلى معاناة الكثير من المرضى المصابين به والعاملين في مجال الرعاية الصحية من عديد من المشاكل النفسية كاضطراب ما بعد الصدمة والإجهاد والقلق.

 

كما أنه أكد أيضاً على أن مثل هذه التأثيرات النفسية يمكن أن تظهر بشكل فوري –وقت انتشار المرض- أو في وقت لاحق كنتجة له.

 

ويتزامن الوقت الحالي لانتشار المرض مع معاناة الكثير من الأشخاص في الحصول على رعاية صحية نفسية جيداً خاصة بسبب ارتفاع تكاليفها وقلة عدد المعالجين الجيدين وما زاد الأمر سوءاً أن الحصول عليها أصبح غير متاح أيضاً بسبب توقف خدمات الصحة النفسية المباشرة والاكتفاء فقط بالقيام بها هاتفياً.

 

ومن جانبه أكد تشارلز جونز الرئيس التنفيذي لمؤسسة (أم دي لايف) المتخصصة في تقديم الاستشارات الصحية عبر الهاتف، أن معدل الاستشارات الصحية التي قدمتها الشركة مؤخراً كبير جداً وكلها مرتبط بمرضى يعانون من القلق والضغط بسبب الخوف من انتشار فيروس كورونا أو بسبب مشاكل العمل وذلك وفقاً لحديثه مع أخبار ميد سيتي.

 

والأمر ذاته هو ما دفع سيجنا واحدة من أهم مقدمي الخدمات الصحية لإطلاق خط مساعدة مفتوح يومياً على مدار الساعة للتواصل مع المرضى وتقديم الدعم النفسي لهم.

 

تأثيرات عميقة

 

وأوضح لان نغوين مديرة برنامج الخدمات النفسية والانتحار بسانت كلارا جنوب كاليفورنيا أن فيروس كورونا أثر على جميع نواحي الحياة بداية من العزلة الاجتماعية لزيادة معدلات القلق والغضب وكثرة تناول الكحوليات.

 

وأردفت أن أكثر المتصلين هم لأشخاص يعانون من الوحدة فالحظر المحلي أدى إلى تعميق الشعور بالعزلة، ولذلك فهم يشتكون من بقائهم داخل المنزل طوال اليوم وعدم قيامهم بفعل أي شيء مفيد فهم لا يعرفون ماذا يفعلون.

 

بينما أشار بورتيوس أن العلاقات الاجتماعية قد تتأثر بالبقاء داخل المنزل خاصة في المناطق المحصورة لذلك من المحتمل أن يتعرض الأطفال لمزيد من الاساءة خاصة وأنهم لا يستطيعون الذهاب لمدارسهم بعد، مضيفاً أن هناك الكثير من العائلات التي تعاني من مشكلات نفسية وأطفالهم سيكونون مضطرين الآن للبقاء معهم طوال الوقت.

 

الأمر نفسه سيحدث مع الضحايا المعرضون للعنف المنزلي والذين لن يستطيعون الخروج من منازلهم مما يجعلهم أكثر تواجداً مع الجناة عن أي وقت قبل.

 

فيروس كورونا في نقاط: نصائح استباقية لحماية صحتنا النفسية والعقلية

 

كيف يمكننا التغلب على المخاوف النفسية وآثار العزلة الاجتماعية المفروضة، هذا هو ما تحدث عنه رئيس المكتب الطبي لـ (( WebMDجون وايت مع المعالج النفسي دكتور (أوكس) مدير خط سانت لويس والذي أكد على عواقب الحجر الصحي.

 

قال أوكس أن خط سانت لويس يتلقى الكثير من المكالمات لأشخاص عاملين في مجال الرعاية الصحية بالإضافة إلى العديد من الأشخاص الآخرين.

 

مضيفاً  "لقد تحدثت مؤخراً مع معلم بالصف الثامن والذي كان يعانى من الكثير من الاضطرابات النفسية بخصوص انتهاء العام الدراسي مبكراً خاصة وأنه لم يكن لديه فرصة مناسبة لتوديعهم ولا يعرف طرق للتواصل معهم خاصة وأن المدرسة كانت في أحد المناطق شديدة الفقر"، موضحاً لا اعتقد أن أي معلم مستعد لتوقف السنة الدراسية أو للابتعاد عن طلابه.

 

الأمر ذاته ينطبق على الأشخاص الذين يعانون من المخاوف بسبب المشاكل المالية أو لفقدان وظائفهم.

 

وبجانب التأثيرات المالية، فإن فقدان الوظيفة أحد أهم أسباب التدمير العاطفي، كما قال بورتيوس مضيفاً " أن هوية الفرد تأثرت بشدة وهو أمر كارثي فالعديد من الأشخاص المتصلين لا يعرفون كيف يتصرفون فهم يشعرون بأنهم قد فقدوا كل شيء بما فيه حياتهم الاجتماعية.

 

وساعد خط سانت ديجو للعلاج النفسي مؤخراً أحد المسنين الذي أتصل ليشكوا من مخاوفه المالية وأنه لا يملك سوى 20 دولار فقط خاصة بعد فقدان وظيفته كطاهي طعام وهو ما دفعه للتفكير في الانتحار.

 

وأوضح بورتيوس أيضاً أن الضغوط النفسية الشديدة التي يعانى منها الفرد خاصة إذا ما تعلقت بفقدان الوظائف أو المخاوف المالية أو مخاوف الفرد على صحته وحياته تعد من أهم الدوافع لتعاطي المخدرات، والدليل على ذلك كم المكالمات الهائل التي تلقها خط الدعم النفسي بسكرامنتوا من أشخاص يعانون من إدمان الكحول والمخدرات والذين زادت رغبتهم في تناولهم مع حتى أصبحت تقدم مع الوجبات السريعة التي يتم توصيلها للمنزل.

 

الجهود المستقبلية

 

في الوقت الذي دمر فيه فيروس كورونا الكثير من الأموال في ميزانية الدولة سيكون من الصعب تمويل أو دعم خدمات الصحة النفسية في المستقبل، ويتطلع الخبراء لعكس ذلك.

كتب جالا في مقال له أن توسيع نطاق العلاج في ظل استمرار الأزمة يحتاج إلى المزيد من الأفكار والحلول المبتكرة، مقترحاً تدريب الأشخاص العاديين على تقديم الاسعافات الأولية النفسية –الدعم النفسي- ومحاولة الاهتمام ببعضهم البعض من أجل إحداث فرق ملحوظ في ظل هذه العزلة الاجتماعية المفروضة، كما رشح أيضاً توفير المزيد من الدعم أو الخدمات في مجال تلقي العلاج النفسي عبر الهاتف.

 

وناشدت مؤسسة "ول بينج تراست" في تقرير لها المسئولين ومتخذي القرار بضرورة التركيز على ثلاث نقاط أساسية من أجل حماية الصحة النفسية والعقلية وهي:

  • مكافحة البطالة.
  • تسهيل الحصول على الرعاية الصحية والدعم النفسي.
  • دمج العلاج النفسي مع الرعاية الصحية الشاملة.

ومن جانبه حذر بنيامين ميلر المعالج النفسي ومدير مؤسسة "ويل بينج تراست" من استمرار إهمال الدولة للأضرار الجانبية لإنتشار فيروس كورونا وخاصة بالنسبة لصحة المواطنين النفسية والتي إن لم تحظى بالاهتمام الكافي ستحدث الكثير من المشاكل.

 

القدرة على الصمود

 

حتى وإن ظهرت علامات لتفشي بعض الأمراض النفسية، فإن المتخصصين أكدوا على قدرة الأشخاص على الصمود من أجل حماية صحتهم العاطفية.

 

وقدم هؤلاء الخبراء النصائح التالية:

 

  • التغذية السليمة والنوم الجيد.
  • محاولة التواصل الاجتماعي دائماً مع الآخرين تى وإن لم يكن باستطاعة الأشخاص رؤية بعضهم البعض.
  • تفادي الأخبار السيئة وتقليل معدلات استخدام وسائل التواصل الاجتماعي.

 

كما أكد بورتيوس أن تطوير أدوات الشخص النفسية يساعد كثيراً أيضاً فبالنظر إلى حالة الغموض والعجز والخوف المنتشرة إن أفضل ما يمكن القيام به هو معرفة كيفية تحمل هذا الكرب.

 

 

التأثير العاطفي لفيروس كورونا

 

تحدث الدكتور جون وايت مدير (WebMD) مع مالكة مؤسسة شوبرا الدكتورة ديبكا شوبرا والتي ناقشت الخسائر الناجمة عن فيروس كورونا وكيفية تحمل الضغوط ووصفتها الخاصة للسعادة والتي ذكرتها فيما يلي:

عندما يمر الناس بالأزمات يكون من المفيد جداً لهم تعلم مهارات تحمل الضغوط والتي تساعدهم على قبول أي مشاكل خارجة عن سيطرة الفرد وذلك أفضل بكثير من أن يظل الفرد غارقاً في مشاعر الخوف والغضب.

فيمكن للأشخاص تعلم طرق تفكير صحية تساعدهم على التكيف مع المواقف المؤلمة التي لا يمكن لهم الهروب منها.

أما بالنسبة للأشخاص الذين قد خسروا وظائفهم بالفعل، أقترحت شوبرا أن يبدأ هؤلاء الأشخاص في استكشاف الخيارات الوظيفية الأخرى التي يفضلها كلاً منهم وذلك من خلال تحديد اهتمامات الشخص وأولوياته والأنشطة التي يحب القيام بها.

وقالت شوبرا (يجب عليك أن تعرف الأشياء التي تجيد القيام بها وأن تستعد لبدء خطوات جديدة مرة أخرى، فإتخاذ الخطوات استباقية بناءة يساعد في مواجهة دوامة السقوط –الفشل المتكرر-).

وأخيراً قال آستون إن خوف الناس من الوباء يجعلهم سلبيين ولذلك فإن ساعدنا الأشخاص في البقاء إيجابيين فإن ذلك سيساهم بشكل كبير في تحول الأمر لصالحهم بسرعة.